عِندما يطولُ الصمت ..
مرخياً ستائره فوق أركانِ الظلام ..
باسطاً ذِراعيه بين الغفلةِ والصَحو ..
تترسّب اللحظات في قرارةِ الزمن ..
تتوه النظرات .. تتعثّرُ بين المُقل ..
يضمحلُّ الواقعُ شيئاً فشيئاً .. كلّما حلّق الخيالُ بعيداً
في فضاءات الرُؤى ..
******
عِندما يطولُ الصمت ..
تصبحُ النظرةُ حكاية ..
تتعرّى الكلمات ..تغتسِلُ بماءِ الورد ..
تُخضّب ضفائرها بحِنّاء القمر ..
تتراقص حافيةً فوق اللاحقيقة على وقعِ موسيقى السُكون
تهبّ رياحه الخرساء ..
تثير فوق رأسي زوبعةً من أحلامٍ صدئة ..
تتسرّب عبر مسامي ..تتغلغل ..
تنثرني نُجوماً فوق غطائه المنسدل ..
******
عِندما يطولُ الصمت ..
تُزفّ الذكرى عروساً للحنين ..
يُبارك الأملُ قِرانهما ..
يتركُ ظلّه مكللاً جبينهما ..
ليقفل راجعاً في صحراءِ التمنّي ..
******
عِندما يطولُ الصمت ..
ويبدأُ الفجرُ بالكتابة على ألواح الظلام ..
بأحرفٍ من نور ..
تماماً قبل أن تُنهي الكلمات طقوسها ..
تتجمّع حشود النبرات ..تدور حول أعمدة ذلك المذبح ..
تُلطّخ ثيابها ..بدماءِ الصمت ..
الذي ذُبح قرباناً ..
لكلمة ..
******
عِندما يطولُ الصمت ..
وتُصبح الكلمات الحبلى بأجنّة الفراغ في حالة الطلق ..
تنطق عيوني بشفاهه ..
تتحرّر أبجديته من نيرِ البدائيّة..
كي أكتب سطراً في ملحمةِ الأبديّة ..
ودمتم سالمين
عاشقه الغروب