في أحد الأيام و أنا أحضر التلفاز كان هناك برنامج يتحدث عن التمدرس عند الأطفال, و أنا أتابع البرنامج سافرت بي ذاكرتي إلى الماضي البعيد, رجعت بي إلى أيام الطفولة وبشكل حصري إلى أيام المدرسة, فأخدت نفس عميق و أنا أتذكر تلك الحقبة ربما حسرة على الأيام أو ربما على الأحلام, رغم أنه لم تكن لي أية علاقة بذلك الفتى الذي طالما قرأنا عنه في الفصل "الفتى المهذب النشيط الذي يستيقظ باكرا ثم يتناول وجبة فطور متوازنة ليتوجه بعدها إلى المدرسة" فصباحي كان مختلف تمام الإختلاف عن هذا الفتى, فبعد ليلتي التي تكون مزيج من الكوابيس و المطاردات أثناء حلم مزعج, "و الغريب أنه لا أحد يوقظني أثناء هذه الأحلام المزعجة, ولكن ما إن أمسك بيد حنان بنت الجيران و زميلتي بالمدرسة حتى تهم أكثر من يد إلى إيقاظي لأنه حان وقت المدرسة".
أستيقظ وفراشي مبلل بسبب أمطار لا علاقة لها بالسماء, حينما أفعلها أحاول طمس الحادث وذلك بقلب الفراش لن حيلتي سرعان ما تنكشف فيكون العقاب كأحلى فطور من والدتي وبعد وجبة شهية من الضرب تهون علي الوضع وتقول لي أن خالي كان يتبول في فراشه حتى الباكالوريا مع ذلك أصبح أستاذا. كانت هذه الجملة تضحكني لانها تجعلني أفكر في حجم الأشياء التي فعلها معلمي في فراشه لما كان طفلا, كان الأجدر بخالي أن يصير معلم سباحة وليس أستاذا هههههه, القدر أحيانا يكون مضحكا ¡¡
وبعد وجبة الضرب الخفيفة ع الصبح تذكرت أني لم أحفظ جدول الضرب ومجرد تذكر هذا الإسم يوحي لي بالضرب مرة تانية أكثر ما يوحي لي بالرياضيات.
خرجت باتجاه المدرسة و كالعادة حينما يكون مزاجي سيء يكون نصيب أي قط ألتقيه بطريقي هو الرجم بالحجارة, وفي الطريق ألتقي بحنان لا أنكر أن مزاجي يتحسن كثيرا عندما ألتقيها, وقبل أن أحدثها تسألني هل حفظت جدول الضرب و القرآن الكريم هذه المرة؟ يا إلهي القرآن أيضا " القارعة ما القارعة و ما أدراك ما القارعة " هذا كل ما أحفظه أتذكر أيضا كلمة المنفوش لكن متى سأضيفها؟؟ يا ورطتي لم أعد أشك أنه يومي بامتياز......يتبع.